نشر المحبة والتسامح وقبول الاختلاف

 العلم.. والعمال في يومهم العالمي

 تاريخ النشر :٨ مايو ٢٠١٣ 

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي  

مقال الاسبوع- في يوم العمال افضل هدية لهم هو الاهتمام بالعلم الذي يخلق لهم فرص عمل تحفظ لهم كرامتهم وتساهم في اعادة هيكلة الاقتصاد ليكون في صالح العامل البحريني مما يمنحقه قوة تفاوضية افضل. 

http://www.akhbar-alkhaleej.com/12829/article/22927.html

يحتفل العالم بمناسبة عيد العمال، هذه الشريحة من المجتمع التيتمثل أمل الامة وأهم عوامل تقدمها ورقيها وقوتها. إن تعليمهموتدريبهم وتنظيمهم وتفانيهم في العمل يمثل القيمة المضافة التيتعيش عليها الشعوب وترتفع بها مستويات معيشتها. غير اننا مازلنانتعامل مع المناسبة بروح الاحتفالية وإلقاء الخطابات وطرح وجهاتالنظر حول حقوق وواجبات هذه الفئة الكادحة. قبل شهر تقريبا في 7 ابريل، اقيمت في فندق الدبلومات حلقة حوارية لوزير العمل جميلالحميدان تحت عنوان «واقع سوق العمل.. التحديات والحلول». هدفهذه الامسية «بلورة افكار ورؤى تساعد صناع القرار والمسئولينالتنفيذيين والمشرفين على تطوير سوق العمل من اتخاذ قرارت مناسبةوتطبيق خطط عملية ترتقي بالوضع القائم إلى افضل المستويات». ايان هذا اللقاء المقتضب والذي قد لا يزيد على ساعتين سوف يفتحآفاقا ويحرك طاقات كامنة تبتكر حلولا لتطوير سوق العمل الذي مازاليدار بعقلية لم تتغير منذ ما يقارب العشرين سنة. 

في افتتاح الندوة يقول الوزير «ان الموارد البشرية هي المحركالاساسي والمحوري في دوران عملية الانتاج بسوق العمل، مما يجعلتنميتها والارتقاء بها يتصدر اهتمامات القيادة والحكومة فيالبحرين». ويرى ان التحديات التي تواجهنا كبيرة ومستمرة، ويحددهذه التحديات في عاملين: الاول هو سياسة التشغيل واستقدامالعمالة الوافدة، مما يعرض العمالة البحرينية إلى منافسة غير متكافئةلصالح العامل الوافد. والتحدي الثاني هو مخرجات التعليم السابقةوالتي «مازالت تلقي بظلالها على سوق العمل». بالاضافة إلى هذينالعاملين طرح سعادته تحدٍيا ثالثا جديدا وهو الازمة المالية وآثارهاعلى «اسواق العمل المحلية والاقليمية». في نفس السياق يقولسعادته ان الاقتصاد مازال يقدم فرصا وظيفية جديدة، غير ان اهمالتحديات التي يراها هي ايجاد فرص عمل نوعية في القطاعاتالمختلفة. ونتساءل الم يكن هذا التحدي قائما قبل حوالي عشرين سنة؟ 

يرى الوزير ان التحدي حقيقي ويتطلب خلق مبادرات ومشاريع وفرصعمل قادرة على استيعاب خريجي الجامعات البالغ عددهم سنويا 4 آلاف، وفي نظره ان الحل يتطلب شراكة بين الحكومة والقطاعالخاص، والاستغلال الامثل للموارد المالية. وفي نهاية الحديث يطرحالوزير ان الحل يكمن في مواجهة الخلل القائم بين مخرجات التعليمومتطلبات سوق العمل وتحسين مخرجات التدريب النوعي كي يتواءممع المهارات التي يحتاجها السوق. واخيرا يرى الوزير ان الحكومة قدعالجت الوضع بتشكيل لجنة حكومية مشتركة تضم جميع الوزاراتالمعنية. بالرغم من مضي اكثر من عامين على تشكيلها لم يبد إلى الاناستراتيجية واضحة لمواجهة التحديات ولم تنشر النتائج المتوقعة. ويرىالوزير ان التنسيق السنوي بين وزارة التربية ووزارة العمل من شأنهان يعالج قضية سوق العمل والعمالة وفرص العمل للخريجين. ونرى انذلك يمكن ان يكون توجها سليما لو ان البنية الاقتصادية سليمة، لكنفي ضوء التشوه البنيوي في الاقتصاد فان هذه الحلول غير واقعيةوقد اكل الدهر عليها وشرب. وبالنسبة لتحسين مخرجات التعليم فانهذه اصبحت عبارة فقدت قيمتها لكثرة تردادها، اما عن تشكيلاللجان فان عددها لا يحصى منذ عشرين عاما. 

من الواضح ان الوزارة والحكومة مازالت تركز على نفس الحل السابقوهو الذي بدأه قبل ما يقارب العشرين سنة، وبالتحديد في عام 1995 وزير العمل السابق عبدالنبي الشعلة عندما رفع كلفة العمالة إلى 150 دينارا. أي اننا مازلنا نفكر بنفس الطريقة وفي نفس المسار لحمايةالعامل البحريني والاقتصاد المحلي واسلوب حياتنا الذي اصبحمهددا بفضل الهجمة الشرسة من العمالة الوافدة التي تجاوز عددهانصف المجتمع. كما ان الحلول التي طرحها سعادة الوزير مثل تجويدالتعليم وتشكيل اللجان تم طرحها قبل عشرين عاما ومازالت تطرحوكأن قدرتنا على الابتكار توقفت وتجمدنا في عام .1995  

في العامين الماضيين تعرض العالم العربي إلى عواصف اجتماعيةهزت أركان الدول وعصفت بالمجتمعات وابرزت كل ما فيها منمساوئ، ومحاسن في بعض الاحيان. جزء هام مما حدث يتعلق بقدرةالاقتصادات العربية على استيعاب الاعداد الكبيرة من خريجيالجامعات الذين يلتحقون بطوابير العاطلين. ومن ناحية اخرى تتجمدرواتبهم عند حد الكفاف في بعض الحالات. 

لذلك لم يعد من المجدي ان تمر اعياد العمال فقط للاحتفالات وإلقاءالخطابات الرنانة واقامة الندوات والمحاضرات. المطلوب اسلوب آخرفي التعامل مع المشاكل التي تجسدها الحركة العمالية والحركاتالنقابية والمتعلقة بمستويات المعيشة والحفاظ على اسلوب الحياةالمهددة بالتآكل نتيجة فقدان القدرة التنافسية وتوظيف حلول مبتكرةلمعالجة قضايا العمال وقضايا الاقتصاد والمجتمع. تذكرنا الحاجةللحلول المبتكرة باحتفال اقيم في امريكا بمناسبة مرور 150 عاما علىتأسيس الاكاديمية الوطنية للعلوم. القى الرئيس اوباما كلمة بين فيهاالاهمية البالغة للاكاديمية ومساهمتها في الاقتصاد الامريكي وخلقفرص عمل وتغيير حياة المواطن الامريكي ودورها في الامن القومي. بالاضافة إلى ذلك فانها تقوم بدراسة القضايا والمشكلات التي تواجهالامة وتقدم الحلول العلمية المبتكرة طويلة الامد. هذا الادراك لاهميةالعلم في الامن القومي وفي الاقتصاد وفي توجيه السياساتالاجتماعية هو الذي يضمن للعمال فرص عمل ويضمن لهم بالتاليمستوى معيشتهم وتنظيمهم وقوتهم. 

mkuwaiti@batelco.com.bh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *