نشر المحبة والتسامح وقبول الاختلاف
  1. تدشين تقرير التنمية البشرية لعام 2012 

  تاريخ النشر :١٠ أبريل ٢٠١٣ 

 بقلم: د.محمد عيسى الكويتي 

مقال الاسبوع- تدشين تقرير التنمية البشرية 2013 الارقام لا تعكس الواقع كما يقول المنتدون- كيف يكون المركز متقدم ومازلنا نعتمد على النفط بنسبة 85%؟؟؟

http://www.akhbar-alkhaleej.com/12801/article/18355.html

 اكتسب تقرير التنمية البشرية أهمية كبيرة في متابعة نجاح سياسات التنمية نحو حياة أكثر رخاء واستقرارا وتلبية لمتطلبات الإنسان. في يوم الثلاثاء 2 ابريل قام برنامج الأمم المتحدة الانمائي في البحرين بتدشين التقرير لعام 2012 تحت عنوان «نهضة الجنوب: تقدم بشري في عالم متنوع». سوف نتناول التقرير في مقالين، الأول يلخص ما نوقش في حفل التدشين من قضايا والثاني يناقش التقرير مع التركيز على تقييم البحرين.

 بدأ حفل التدشين بكلمة السيد كريم الشكر، ممثلا عن سعادة وزير الدولة للشئون الخارجية السيد غانم البوعينين، ربط فيها بين ما جاء بالتقرير عن الوضع في البحرين وبين مجريات الحوار الوطني وتنفيذ توصيات بسيوني وما سيحدثه ذلك من تقدم في معيار التنمية البشرية. مشيرا بذلك إلى التداخل العضوي بين التنمية والسياسة وان فصل التنمية عن السياسة أمر غير ممكن. 

 بعدها تحدث الشيخ محمد بن عيسى، مستشار ولي العهد والرئيس التنفيذي لتمكين، ويرى بان البحرين هي جزء من التقدم الحاصل في آسيا. واكد ان تحقيق 80% من التنمية اسهل بكثير من تحقيق العشرين في المائة الأخرى. وعلينا كبحرينيين ان لا نكتفي بما تحقق من انجاز وان ندرك بان الصعوبة تكمن في تحقيق انجاز اكبر. أمام البحرين تحديات كبيرة أهمها تجسيد نظرة سمو ولي العهد بان البحرين للجميع، وان الصعاب الحالية يتم التعامل معها من خلال الحوار ونحن على يقين من قدرة المجتمع على التغلب على هذه الصعاب.

 بعدها تحدث السيد بيتر غروهمان، المنسق المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي، وطرح سؤالا جوهريا في بداية حديثة: لماذا نجحت بعض الدول في تقديم اداء أفضل من غيرها؟ يجيب على هذه التساؤل بالقول بان اول هذه العناصر هو وضع استراتيجيات شاملة وطويلة الأمد وتنفيذ الخطط بحرفية واتقان؛ ثانيا: المشاركة الفاعلة من قبل الحكومات في خلق فرص عمل وبناء قاعدة وقدرات صناعة؛ ثالثا: الاستثمار في البشر (التعليم والتدريب والصحة) وفي البنى التحتية؛ رابعا: السياسات الاجتماعية الابتكارية والحاضنة لجميع فئات الشعب؛ وخامسا رفع مستوى اللحمة الوطنية. ويلخص القيم التي استند اليها التقرير في المساواة والمساءلة والمشاركة السياسية والاجتماعية.

 وفي فقرة الحوار التي صاحبت التدشين شارك فيها كل من الدكتورة لولوة المطلق والدكتور خالد عبدالله والدكتور باقر النجار. تحدثت الدكتورة لولوة المطلق عن دور المرأة ومساهماتها في التنمية. فهي ترى ان هذا الدور غير واضح ولا يجري تقييمه بشكل سليم. وبينت ان هيكلة الاقتصاد لا تخلق وظائف او فرص عمل مناسبة للنساء ولخريجات الجامعات بالرغم من اهتمام الدولة. وترى انه مازال أمامنا الكثير من الجهد لتمكين المرأة من المهارات الأساسية التي تؤهلها للنجاح في العمل، اما في الوقت الحاضر فان فرص العمل المتوفرة محدودة.

 تحدث بعدها الدكتور خالد عبدالله وطرح تساؤلات حول الدروس الممكنة من تجارب الصين؟ واول هذه الدروس هو ان النجاح في التنمية ليس حكرا على الغرب، لكن يجب ان يصاحب ذلك تحول فكري )tfihs mgidarap( في طريقة التعاطي مع المشاكل وانه لا توجد أسوار تمنع الدخول إلى الأسواق العالمية. ويرى ان النمو الذي تتحدث عنه تقارير الأمم المتحدة خصوصا في الدول العربية ليس مقنعا لانه ليس نموا في الإنتاج ولكن في استخدام مظاهر ما حققه الآخرون، مثل استخدام تكنولوجيا المعلومات وغيرها. ان اخطر ما تعاني منه مجتمعاتنا في رأيه هو عملية الاخواء المهني )gnillikseD(، اي ان المجتمع يصبح خاليا من المهارات. في السابق كان لدينا العديد من المهنيين مثل الكهربائيين واللحامين والنجارين وغيرها من المهارات الفنية، اليوم اصبح المجتمع خاليا من هذه المهارات. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان تنفيذ الرؤية 2030 لم يحظَ بأولوية في التنفيذ. كذلك يرى بأننا مازلنا لم نحزم أمرنا، فهل نحن اقتصاد خدماتي ام صناعي؟ ويرى بان المهم هو التركيز على وضع السياسات التي تشجع جميع القطاعات وليس تخصصا معينا، وان نُصلح بيتنا من الداخل من مختلف النواحي لاقناع المستثمرين بان سياساتنا وسلوكياتنا تعزز قيم الابتكار والابداع والريادة.

 وأخير تحدث الدكتور باقر النجار فيرى ان التقرير يعطينا دروسا يمكن ان نستفيد منها في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتساهم في بلوغنا نحو التقدم الذي وصل اليه الآخرون. ان أهم هذه الدروس هو اصرارهم على تحقيق نجاح اقتصادي وما يتطلبه ذلك من تقدم سياسي واجتماعي في محاربة الفقر. وعلى سبيل المثال فان البرازيل كان بها 60% فقر في التسعينيات تقلص إلى 28% عام .2011

 الدرس الثاني هو قدرة هذه الدول على توسيع الطبقة الوسطى، وهي القاعدة التي يبنى عليها النجاح، وهي أهم عامل للاستقرار السياسي والاجتماعي. حصل ذلك في الصين والهند وماليزيا. والمهم ليس دخل الطبقة الوسطى ولكن الأهم هو مساهمتها الاجتماعية ودخولها في الحياة السياسية ومواقفها ومفاهيمها. فمثلا هناك تلاميذ أذكياء وأداؤهم التعليمي ممتاز ولكن فهمهم الاجتماعي والسياسي مازال متخلفا ومصوغا بمؤسسات تقليدية.

 الدرس الثالث: تجربتهم في دمج مختلف فئات المجتمع في العملية الاقتصادية والسياسية وهذا ما مكن هذه الدول من بلوغ ما حققته. استطاعت هذه الدول ان تعالج قضاياها السياسية والنزاعات الداخلية بأساليب سلمية أعطتها الاستقرار.

 انهى المتحاورون الحديث بمناقشة التعليم وكيف انه متدنٍ في العالم العربي بموجب تقرير صدر في عام .2003 فكيف اليوم نرى ان تقييم نفس الدول في التنمية البشرية مرتفع بالرغم من كون التعليم عنصرا أساسيا في التنمية البشرية؟ هذا سيكون موضوع مقالنا القادم.

mkuwaiti@batelco.com.bh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *