نشر المحبة والتسامح وقبول الاختلاف

 تطلعات الشباب في ندوة مركز الجزيرة الثقافي

تاريخ النشر :١٢ مارس ٢٠١٤ 

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي  

مقال اليوم: “ماذا يريد الشباب” – كيف يرى الشباب مستقبلهم يتشكل دون مساهمتهم الفاعلة في بنائه، ماذا يُنتظر منهم؟ 

http://www.akhbar-alkhaleej.com/13137/article/11662.html

قدم مركز الجزيرة الثقافي ندوة بعنوان «ماذا يريد الشباب؟» قام بتنظيمهاالشباب أنفسهم وحددوا محاورها ومتحدثيها. شارك في الندوة احمد عبدالاميرمن جمعية الشباب الديمقراطي وعمر الكوهجي من تجمع الوحدة الوطنيةوفراس المري من جمعية الشبيبة وبشار فخرو من جمعية الريادة الشبابية. ادارالندوة باقتدار يعقوب السليس القيادي في ائتلاف الفاتح. برزت اربعة توجهاتفي الندوة شملت الكثير من القضايا والتحديات التي تواجه الشباب فيمشاركتهم في الحياة العامة وعلاقتهم بالمؤسسات الرسمية وبمنظمات المجتمعالمدني. 

تناول التوجه الأول قضية التخطيط الاستراتيجي واهمية تنفيذ نتائجه، وطالببمشروع نهضوي وطني يعالج وبشكل شامل مختلف القضايا التي يعاني منهاالمجتمع. طُرح ضمن هذا التوجه وبشكل خاص الاستراتيجية الوطنية للشبابالتي تم اعدادها عام 2004 من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضةبالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشارك في وضعها ما يزيد على16 ألف شاب وشابة. لم يتم تنفيذ هذه الاستراتيجية ولو تم ذلك لكان لها اثركبير على حياة الشباب ومستقبلهم واحداث تغييرات هامة وجوهرية في ذهنيةالشباب الحالي. ويشير الى استغراب الشباب من إطلاق العمل علىاستراتيجية أخرى في عام 2009 دون تنفيذ الاولي مما أدى الى إحباط منعلق عليها الآمال. علق باقي المتحدثين على مستويات متعددة من الإحباطمتمثلة في صعوبة الحصول على وظائف تناسب تخصصات الخريجين وتدنيمستوى التعليم وتحوله الى تجارة رابحة وخصوصا التعليم العالي وما صاحبهمن مشاكل تمثلت في تجاوزات الجامعات وصدامها مع وزارة التربية، كانالخاسر الأكبر في كل ذلك الشباب (الطلبة). 

تبني التوجه الأخر أهمية وضرورة التغيير وإعطاء الشباب فرص والوثوق بهماسوة بشعوب أخرى في الغرب. وصف الشباب على انه يكافح ويعمل ويناضلمن اجل مستقبله وقدم امثلة على مشاريع لم تكتمل ( البيوت الآيلة للسقوط-الإسكان) وتبنى الشباب بعضها تحت تسمية «بيتك بيتنا». بعد كل ذلك يرفضأصحاب هذا التوجه تهميش الشباب او وصمه بالاتكالية وعزله في جمعياتشبابية خاصة به مما يفقده أهمية الاحتكاك والتعلم من الاخرين، الشباب همالمستقبل وعدم الاهتمام بهم يضيع المستقبل. يعبر هذا التوجه عن احباطهبفقدانه الثقة في كل من يرفض التغيير او يمنع غيره من المشاركة في التغيير. وهناك الكثير من الشباب من كافح من اجل الدراسة وفي الدراسة والعملواصر على المساهمة وبدأ من اول عتبات السلم لكن الإحباط دائما يلازمهعندما يرى أحلامه تضيع بسبب الواسطة اوالمحسوبية.  

تطرق التوجه الثالث الى التعليم واهمية التنظيم الطلابي في تسهيل عمليةالمشاركة الفاعلة. يرى ان التعليم لا يمنح الشباب المهارات المطلوبة لسوق العملاو للدراسات العليا ولا يوفر التخصصات المناسبة لهم بالرغم من ارتفاع الرسومسواء كانت في الجامعات او المدارس الخاصة. واتهم وزارة التربية بانتهاجأسلوب الابهار واستخدام التكنولوجيا كواجهة لتعليم مازال يعتمد التلقين. وينطبق ذلك حتى على بعض المناهج مثل المواطنة التي تعتمد أسلوب لا يتعدىحشو الطالب بمعلومات عن البحرين دون ان يقوى الإحساس بالمواطنة. وفينهاية المطاف واذا حصل الخريج على عمل فان الرواتب التي يتقاضاها لاتساعده على فتح بيت او الاستقلال عن عائلته ويبقى الشاب معلقا بين البطالةوالاستقلال الذاتي.  

ويرى هذا التيار بان إعادة تأسيس العمل الطلابي وإعادة النظر في تنظيماتهوصلاحياتها ومسؤولياتها من شأنه ان يعيد للجسم الطلابي حيويته ونشاطهفي المجتمع وقد يكون عامل هام في الاحتواء والاستقرار من خلال رفع وعيالطالب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. ويرى بان ما حدث من تسييس فيالجامعات والمدارس هو نتيجة غياب او ضعف الجسم الطلابي والاتحاد العام. ويطالب بإعادة انشاء الاتحاد الطلابي وفق معطيات جديدة تفتح آفاق امامالشباب في المساهمة في قضايا المجتمع. 

تركز حديث التوجه الرابع حول دعوة الشباب بأخذ زمام المبادرة في خلق مناخملائم لتحقيق تطلعاته وعدم القاء المسؤولية واللوم على الغير او الاتكال عليهم. ويرى ان الكثير من الأفكار الجيدة التي برزت في البحرين فشلت بسبب ايكالالتطبيق الى من هم ليسوا اهلا له. ويقدم مثلا عن مدارس المستقبل التي مثلتفكرة ممتازة لم تكتمل في التطبيق وتحولت الى مجرد إحلال التكنولوجيا بدلالورق. لم تتضح أهداف المشروع ولم يكن للشباب دور فيه. وفي المقابل يتهمالشباب انفسهم بالاتكالية والمطالبة والتمني دون بذل الجهد الكافي. ويرى بانالجمعية الشبابية التي تم تشكيلها حديثا اعتمدت على تلمس احتياجاتالشباب عن طريق التواصل الاجتماعي هي الان تخطط وتعمل على التوصلالى كيفية التعامل معها ونشر مثل هذه التوعية وحث الشباب ليكونوا اكثرإيجابية ومبادرة وعدم الانتظار لمن يحقق لهم مطالبهم مدركا حجم الصعوباتالتي تعترض طريق الشباب في طرح قضيته والتواصل لإيصال رسالته وغيابالبرامج التوعوية التي تؤهله للقيام بمثل هذا الدور.  

تطرق الشباب الى بعض الحلول التي يمكن ان تساهم في اشراكهم بشكلفاعل في المجتمع. منها تنفيذ الرؤية الاقتصادية بشكل فاعل وجدي ومنهجيضمن مشروع نهضوي وطني بدلا من استبدال هذه الاستراتيجية بتلك لتلقىنفس المصير من الإهمال او سوء التنفيذ. ثانيا طالب الشباب تشكيل البرلمانالشبابي الذي رأوا فيه جزءا من رؤية الشباب لمستقبل البحرين وركنا أساسيافي تمكين الشباب السياسي والاقتصادي ووسيلة لإحداث إصلاحات تشكلرافعة حقيقية للإصلاح والتنمية. ثالثا تفعيل الاستراتيجية الوطنية الأولىوالثانية تباعا حتى ولو كان الوقت متأخرا لأن في تطبيقها صلاح البلادومعالجة الكثير من القضايا التي تؤرق الشباب وتؤثر على مستقبله ومستقبلالبلاد. 

mkuwaiti@batelco.com.bh  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *