نشر المحبة والتسامح وقبول الاختلاف
  1. حرية الرأي وتصريحات الشيخ احمد المحمود 

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي

تاريخ النشر 25 يوليو 2007

تفضل سمو رئيس الوزراء (اخبار الخليج 23 يوليو) بالايعاز الى الصحافة لتكون المرآة التي ترى الحكومة من خلالها الاوضاع وتكون عونا في الاصلاح. وهذه دعوة صدقة تنم من حرص سموه على تطوير البحرين نحو مزيد من الانجازات. غير ان هذه الدعوة لا تنسجم مع ما تقوم به النيابة العامة من تحقيق مع الشيخ احمد المحمود في اقوال يعتبرها الكثير من شعب البحرين (كما اتضح من الصحافة) انها تعبر عن رأي البد ان يحترم لكي يتشع الاخرون على اطلاع القيادة على القصور وما يشعر به الناس بغرض الاصلاح.

ان اي منظومة لا تستقيم مالم يتوافر ها جهاز استشعار يتحسس الطريق ويرسل اشارات وانذارات تهتدي بها المنظومة في مسيرتها في هذه الحياة. وطول عمر اي منظومة انسانية او بيولوجية يتحدد مبدى جودة نظام الاستسعار فيها. فكلما كان نظام الاستعار هذا حساسا وصادقا انعكس ذلك ايجابيا على اداء المنظومة وبالتالي اطالة عمرها وتقوية قدرتها على التاقلم مع بيئتها والتهديد المحيط بها. ورداءة جهاز الاستشعار يؤدي بالضرورة الى هلاك المنظوم كالانسان الاعمى الذي سراعان ما يهوي من دون سابق انذار.

وان اي انسان يريد لهذه البلاد الهلاك والاضمحلال ما عليه الا ان يسكت عن كل ما يراه من قصور وسوء ادارة وفساد . فتصور لو كنا في سفينة تبحر نحو هاوية وسكت الجميع خوفا من الربان ما ذا ستكون النتيجية؟

تفضل سمو رئيس الوزراء وامر بالتعاون مع الصحافة كي تستطيع تادية رسالتها الوطنية وتكون جهاز استشعار حساس لما يدور في المجتمع. كما حرص على تاكيد اهمية دور المجتمع المدني في تحري ما يدور في المجتمع وايصاله من خلال الصحافة الى القيادة للاسترشاد به. كذلك لا يفوت سموه مناسبة الا ويذكر فيها باهمية التنمية البشريو ودور المواطن فيها.

هذه دعوات صادقة من سموه وتحتاج الى حرية رأي لكي تؤتي ثمار يمكن للمجتمع ان يستفيد منها. اذا كيف يمكن لهذا المواطن ان يساهم في تنمية مع خوفة من ابداء رأي صريح؟ 

تم مصداقية هذه الدعوات ستزداد بايقاف التحقيق مع الشيخ احمد المحمود ورد اعتبار فضيلته. اما الان فان هناك الكثير مما يعبره الشارع حقائق تدور في المجالس وفي المنتديات وفي مختلف التجمعات وكان الشارع يغلي من دون ان تصل الى القيادة. والاخطر هو ما يشعر به العلماء والاكاديميون والمختصون والتجار من احباط واللا مبالاة ولا يملكون الجرأة بالبوح به. وهذه حالة من الخطورة تشبه السفينة المبحرة الى الهاوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *